رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها سوريا منذ أكثر من عقد، فإن هناك مؤشرات على نهوض بطيء لكنه ملحوظ في مجال التكنولوجيا، مدفوعًا بجيل شاب طموح ومبادرات محلية تسعى إلى مواكبة التحول الرقمي العالمي. وفيما يلي أهم الاتجاهات التكنولوجية الناشئة في سوريا:
1. التحول الرقمي والخدمات الحكومية الإلكترونية
تسعى بعض المؤسسات الحكومية إلى رقمنة الخدمات لتسهيل الوصول إليها والتقليل من البيروقراطية. من أبرز الأمثلة:
- الدفع الإلكتروني للرسوم والفواتير.
- إصدار الوثائق الرسمية (مثل السجل المدني) عبر الإنترنت.
- منصة “مركز خدمة المواطن الإلكتروني”.
2. انتشار ريادة الأعمال التقنية
شهدت السنوات الأخيرة نموًا في عدد الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا، بدعم من حاضنات أعمال مثل:
- حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.
- المبادرات الجامعية لتشجيع الابتكار.
تركز هذه المشاريع على تطبيقات الهواتف، التجارة الإلكترونية، وحلول الذكاء الاصطناعي الخفيفة.
3. الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
رغم محدودية الموارد، بدأت الجامعات وبعض المعاهد التقنية بتدريس مفاهيم الذكاء الاصطناعي، وتوجد مشاريع شبابية تستخدم تقنيات تعلم الآلة في:
- التعرف على الصور.
- الترجمة الآلية.
- تحليل البيانات للقطاع الصحي أو التعليمي.
4. التعليم الإلكتروني والمنصات الرقمية
ساهمت جائحة كورونا في تسريع تبني التعلم عن بعد. من الاتجاهات البارزة:
- استخدام منصات مثل “Google Classroom” و”Moodle”.
- تطوير منصات تعليمية محلية لتدريس المناهج السورية.
- دورات برمجة ولغات عبر الإنترنت يديرها شباب سوريون على “يوتيوب” و”تيليغرام”.
5. العمل الحر والاقتصاد الرقمي
بسبب صعوبات التوظيف محليًا، يتجه الكثير من الشباب إلى:
- العمل الحر على منصات مثل “Upwork” و”Freelancer”.
- تصميم وتطوير المواقع.
- التسويق الرقمي وصناعة المحتوى.
6. الطاقة والتكنولوجيا الخضراء
مع أزمة الكهرباء، ظهرت مبادرات تقنية تركز على حلول الطاقة المتجددة، منها:
- أنظمة مراقبة وتحكم بالطاقة الشمسية.
- تقنيات لتخزين الطاقة وإدارتها بذكاء.
- ابتكارات بسيطة لتحسين كفاءة الطاقة في المنازل والمزارع.
خلاصة
رغم التحديات، فإن سوريا تشهد حراكًا تقنيًا ناشئًا يقوده الشباب، ويركز على إيجاد حلول رقمية محلية. المستقبل مرهون بتوفر بيئة داعمة للاستثمار بالتكنولوجيا وتطوير البنية التحتية الرقمية.